WhatsApp

 
Click here to get WhatsApp
👇👇👇👇👇

مشاركة مميزة

أنا إتجوزت وكأني متجوزتش مازلت عذراء لأن الرجال الجيِّدين موجودين فقط في الروايات اضغط على صورتي للتواصل معي واتساب دلوقتي حالا

  مازلت عذراء! لأن الرجال الجيِّدين موجودين فقط في الروايات مأساتى إنى لسه متجوزتش أنا عندى 33 سنة ولسه متجوزتش تاني  الحمد لله بشهادة الناس...


هل فكرت أن تصف حياتك في مصر في 140 حرفا؟، هي عدد أحرف التغريدة .

(1)

#حياتك_في_مصر، هاشتاج على تويتر، تابعت بعض ما جاء من تغريدات حوله، جاءت كلها سلبية بل أحيانا سوداوية، كتب شاب تغريدة يصف فيها حياته بإيجاز مؤلم وسخرية مريرة قائلا: حياتى في مصر تخليص ذنوب، وآخر كتب: «ملهاش أي لازمة يمكن علشان احنا اصلا مش عايشين»، هل يمكن أن نناقش حياتنا في مصر، بعيدا عن التهوين أو التهويل؟ وأيضا بدون التأثر بتظاهرات الخبز التي حدثت اليوم.



(2)

حين تزور دولة أوروبية أو أمريكا، تجد صعوبة في التعرف على المستوى المادى والاجتماعى والثقافى لشخص بلمحة خاطفة، أو حتى بعد أن تتبادل معه أطراف الحديث لفترة وجيزة، فربما من تظنه من رجال الأعمال لمظهره الأنيق أو لحديثه عن البلاد التي سافر إليها، تكتشف أنه حارس عقار في نيويورك، ادخر طوال حياته ليحقق أحلامه في السفر بعد خروجه على المعاش، الفتاة التي كنت تظنها تعمل في مجال الموضة والتسويق بسبب ملابسها المثيرة واهتمامها بجمالها، تكتشف أنها طبيبة في معهد باستير، في مصر لا تحتاج سوى ثوانى قليلة لتتعرف على المستوى المادى والاجتماعى للفرد، ليس بالملابس وحدها، لكن بأسلوبه في الحديث الذي يدل على مستوى التعليم الذي تلقاه، وهل هو خريج مدرسة حكومية أو خاصة أو لغات أو دولية.

(3)

الفوارق الطبقية في مصر تبدأ من مرحلة الحضانة، وما قبلها، وتزداد اتساعا يوما بعد يوم، الفروق الضخمة في التعليم الذي يتلقاه المواطن في مصر يكرس للتمييز والفروق الطبقية. التعليم الجيد هو وسيلة الترقى الطبيعية في الحياة، من لا يحصل على تعليم جيد، أو لا يحصل عليه على الإطلاق، فإن فرصه في الترقى المادى والثقافى والاجتماعى تكون معدومة أو نادرة.

تخيل باراك أوباما يعيش في مصر، ماذا سيكون مصيره؟ على أكثر تقدير موظف في إحدى الوحدات المحلية في الصعيد بدبلوم تجارة، مهما كان نابغا، فمن أين سيأتى بمصروفات مدرسة رفيعة المستوى تؤهله لمستقبل كبير ومنهجها يعظم قدرات الفرد ويكتشف مواهبه.

(4)

حينما قال وزير العدل الأسبق إن ابن الزبال لا يمكن أن يدخل السلك القضائى، كان يعبر عن التمييز الصارخ في المجتمع المصرى، والذى يرجع في الأساس لعدم وجود منظومة تعليمية تسمح بفرص متساوية للترقى لمن يرغب ولديه الإرادة والعزم والذكاء، التعليم هو أول مظاهر الفروق الطبقية في مصر وهو يخالف مواد الدستور وما ندعيه من مجانية تعليم.

(5)

مناهج التعليم المختلفة ومستويات التعليم، تؤثر في رؤيتنا للحياة وكيفية التعاطى مع مشاكلنا والخروج منها، الأمثلة كثيرة جدا حولنا، خريج المدارس والكليات العسكرية تفكيره يختلف عن خريج الجامعة الأمريكية وخريج كلية تجارة جامعة بنها أو خريج كلية الشريعة جامعة الأزهر، جزء كبير من منظومة القيم وأسلوب الحياة، يتحدد بنوعية التعليم الذي تتلقاه في صغرك وكما يقال «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر» .

كما أن الدين لم يعد (إسلامى ومسيحى) عنصر مشترك يقرب بيننا، لأن نظرتنا للدين مختلفة، فهناك من يلتزم بالتفسير السلفى، وآخرون يحاولون تجديد الخطاب الدينى وطرف ثالث أخرج الدين من معادلة الحياة، السلفى والمجدد يتصارعان حول موضوعات وتفاصيل لا تقدم ولا تؤخر.

(6)

الفروق في أسلوب الحياة في مصر ومنظومة القيم الحاكمة، تبدأ من الصغر وتنمو معنا، التوصيف القديم المبسط للمصريين بأنهم شعب: بيفطر فول ويتغدى كرة ويتعشى أم كلثوم «ليس له معنى الآن، حياتنا تغيرت كثيرا. الاختلافات بيننا تتزايد على حساب المشتركات، لا يكفى الحديث عن ضرورة وجود مشروع قومى ليجتمع عليه المصريون، كما تصور السيسى حين تعجل في مشروع تفريعة قناة السويس... فهذا حديث تجاوزه الزمن، فنحن نحتاج لما هو أعمق وأهم.

(7)

حين أستمع للسيسى أتساءل، كيف يجد الرئيس أن ظروفنا غير مناسبة للبدء في تحسين التعليم، بالرغم أنه الحل الوحيد للخروج من مشاكلنا المزمنة والمتراكمة على مدى عقود، هل يمكن أن ننتظر تحسينا حقيقيا في حياة عموم المصريين دون إصلاح التعليم؟، تحسين الحياة لن يأتي نتيجة ارتفاع أرقام النمو الاقتصادى، أو قيمة الجنيه أو الدولار، أوالقدرة على شراء المزيد من البضائع الاستهلاكية والتردد على المتنزهات و«المولات»العصرية، تحسين الحياة شىء أهم من ذلك بكثير.

تحسين حياة المصريين، معناه في تقديرى، أن ترتفع بمستوى وعيهم لأنفسهم ولبلدهم وللعالم من حولهم، أن يدرك المواطن المصرى أن حياته ليست مجرد أكل وشرب وتناسل وأربع حيطان تؤويه، فهو ليس من الدواب، لكنه إنسان له حقوق وعليه واجبات، ومن حقه بل من واجبه أن يحلم ويتمنى ويعمل لتحقيق حلمه مهما بدا مستحيلا.

(8)

لا أعرف متى سنبدأ الطريق، أولى الآيات التي أوحى الله بها لنبينا الكريم كانت عن القراءة والتعلم: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ»،

ولا أعرف متى يقتنع الرئيس أن التعليم الجيد هو البداية لتحسين حياة المصريين...

لكن ما أعرفه أنه حتى يحدث ذلك ستبقى حياة أغلب المصريين كما كتب أحد الشباب في تغريدته: تكفير عن الذنوب.


بقلم

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

 
Top